كشفت المجلس التصديري للصناعات الغذائية عن فرص واعدة لزيادة صادرات عسل النحل المصري إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وأظهرت دراسة أعدها المجلس التصديري للصناعات الغذائية عن تراجع الواردات العالمية لعسل النحل الخاصة بالبند الجمركي 040900، حيث سجلت 2.3 مليار دولار خلال 2023 مقارنة بنحو 2.8 مليار دولار في 2022، وقد بلغ حجم الإنتاج العالمي من العسل الطبيعي حوالي 2.1 مليون طن.
أكبر الدول المصدرة للعسل
وتصدرت الصين قائمة أكبر الدول المصدرة للعسل بقيمة 254 مليون دولار، بنسبة 12% من إجمالي الصادرات العالمية، تليها نيوزيلندا بقيمة 243 مليون دولار بنسبة 11%، ثم الهند بنسبة 8%، والأرجنتين بنسبة 8%، وأوكرانيا بنسبة 6%، بينما تحتل مصر المرتبة 41 بنسبة 0.3% فقط من إجمالي الصادرات العالمية.
الدول المستوردة للعسل
واحتلت الولايات المتحدة المركز الأول في قائمة أكبر الدول المستوردة للعسل بقيمة 585 مليون دولار وبنسبة 26% من إجمالي الواردات العالمية بمتوسط سعر للطن 2934 دولارًا، تلتها ألمانيا بقيمة 229 مليون دولار بنسبة 10% وبمتوسط سعر للطن بلغ 3547 دولارًا، ثم اليابان بنسبة 6% وبمتوسط سعر للطن 3458 دولارًا، وفرنسا بنسبة 5% وبمتوسط سعر للطن 3706 دولارًا، وإنجلترا بنسبة 5% وبمتوسط سعر للطن 2194 دولارًا.
صادرات مصر من عسل النحل
وتراجعت صادرات مصر من عسل النحل في 2024 بنسبة 2%، لتسجل 5.69 مليون دولار مقابل 5.81 مليون دولار في 2023.
وأوضحت الدراسة أن المملكة العربية السعودية استحوذت على أكبر حصة من صادرات مصر من عسل النحل خلال العام الماضي، حيث تم تصدير كميات بقيمة 1.6 مليون دولار، تمثل 27% من إجمالي الصادرات، تلتها تونس بنسبة 20% بقيمة 1.2 مليون دولار، ثم الإمارات بنسبة 10% بقيمة 607 آلاف دولار، ثم الكويت بنسبة 7% بقيمة صادرات تقارب 404 ألف دولار، ثم أمريكا بنسبة 7% بقيمة صادرات 375 ألف دولار، والأردن بنسبة 6% بقيمة صادرات 368 ألف دولار.
توقعات النمو للصادرات المصرية
وفقًا لمنظمة التجارة العالمية، هناك فرص تصديرية متاحة أمام الشركات المصرية بعدد من الأسواق خلال السنوات الخمس المقبلة، خاصة إلى دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية، حبق تشير التوقعات إلى فرص تصديرية للأسواق الأوروبية بقيمة 7.6 مليون دولار، ولأسواق أمريكا الشمالية بقيمة 3.3 مليون دولار، وفى المقابل، تشير توقعات ذات المؤسسة إلى احتمال تراجع الصادرات إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكرت المنظمة العالمية أن الدول التي من المحتمل زيادة الصادرات إليها تشمل الولايات المتحدة، حيث يُتوقع أن تصل الصادرات إليها إلى 2.8 مليون دولار،كما تُعتبر ألمانيا، بلجيكا، إسبانيا، إنجلترا، إيطاليا، وفرنسا من الأسواق المستهدفة، رغم عدم وجود صادرات مصرية حاليًا إليها، كذلك من المحتمل زيادة صادرات مصر من عسل النحل إلى دول مثل كندا، الإمارات، عمان، اليمن، والصين، بعكس دول السعودية والأردن التى من المتوقع تراجع صادرات العسل المصرى إليها.
اتحاد النحالين العرب
وأكد فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب ورئيس مجلس إدارة شركة الأصيل للنحل، أن قطاع النحل في مصر يواجه تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على مستوى الإنتاج ومن ثم التصدير، حيث تشهد صناعة النحل تغيرات ملحوظة تؤدي إلى تدني الإنتاج وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، مشيرًا إلى انتشار العديد من الممارسات الخاطئة بين مربي النحل، فضلًا عن الاستخدام المفرط للمبيدات في الزراعة التي تؤثر سلبًا على حياة النحل، إلى جانب انتشار الآفات والأمراض التي تهدد هذا القطاع.
حل مشكلات تربية النحل
وخلال الندوة التي نظمتها المجلس التصديري للصناعات الغذائية، شدد “بحيري” على أهمية التكاتف ورفع الوعي المعرفي بين النحالين، داعيًا إلى ضرورة التوعية بمصادر موثوقة لمساعدتهم في مواجهة المتغيرات الحالية، وضرورة التركيز على حل المشكلات المتعلقة بتربية النحل وتوفير التمويلات اللازمة لهذا القطاع، إضافة إلى توعية المزارعين بمخاطر رش المبيدات ومواعيد الرش التي تؤثر على النحل.
التكاليف الإنتاجية
وأوضح “بحيري” أن ارتفاع تكاليف الشحن قد ضاعف من التكاليف الإنتاجية، مما يزيد من صعوبة المنافسة في الأسواق العالمية، خاصة مع دول مثل الصين والهند والأرجنتين، التي تتمتع بتكاليف إنتاج أقل مقارنة بمصر، وتابع ” مصر تعتمد في معظم صادراتها على الدول التي تربطها بها اتفاقات تجارية تمنحها مزايا جمركية”.
وأضاف أن غياب التنسيق التام بين الجهات المسئولة عن قطاع النحل يتسبب في عرقلة تطوير القطاع وزيادة معدلات نموه، كما يظل عائق متبقيات المبيدات والمضادات الحيوية تحديًا كبيرًا أمام نمو هذا القطاع بالشكل الصحيح، مطالبا بإعداد قاعدة بيانات شاملة وواضحة للقطاع من أجل البداية فى التطوير.
الانتاج والتصدير
وذكر “بحيري” أن حجم إنتاج العسل في مصر يتجاوز 10 آلاف طن سنويًا، وتصل الصادرات إلى نحو 350 طنًا، كاشفًا عن أن مصر لديها خطة للوصول إلى 4 ملايين خلية نحل بدلًا من مليوني خلية حاليًا، في ظل التوسع الزراعي واستهداف استزراع 1.5 مليون فدان.
فتح أسواق جديدة
وأكد أن القطاع غير جاهز حاليًا لفتح أسواق جديدة بسبب التحديات التي يواجهها، مثل ارتفاع نسب متبقيات المبيدات، وطالب بتوفير علاج مصري مطابق للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى التوعية باستخدام المواد الطبيعية في تربية النحل.
ودعا إلى إطلاق حملة توعية للتعريف بجودة العسل المصري في الأسواق المستهدفة، أسوة بتجربة نيوزيلندا الناجحة في بناء “علامة تجارية” للعسل في الولايات المتحدة، مع ضرورة المشاركة في المعارض الخارجية للترويج للمنتجات المصرية، بما يساهم في زيادة فرص التصدير.
وأكد محمود البنا، مدير عام التصدير بشركة الوفاق السعودي، أن الأزمة في مصر تتعلق باعتماد الشركات المصرية بشكل أكبر على تصدير طرود النحل الحية بدلاً من العسل، الذي يعتبر منتجًا ثانويًا في الصادرات، مشيرًا إلى أن هذا يؤدي إلى أن النحل المتاح في مصر يكون ضعيفًا وأكثر عرضة للأمراض والمبيدات، مما يؤدي إلى زيادة مستويات متبقيات المبيدات في إنتاجه.
تسجيل المناحل
وأضاف البنا، أن هناك تفاؤلًا كان قد ساد عند إنشاء هيئة سلامة الغذاء لتسجيل المناحل فيها، ولكن للأسف، لم يتم حتى الآن تسجيل أي منحل ضمن قوائم الهيئة من أجل إنتاج عسل نحل آمن ضمن حدود متبقيات المبيدات المسموح بها.
ولفت إلى أن القطاع يعاني أيضًا من غياب المعامل المطابقة للمواصفات المطلوبة من الأسواق الخارجية، ما يزيد من تحديات التصدير.
وتابع: “الاتحاد الأوروبي يتطلب تحاليل إضافية لعسل النحل المصدر من مصر مقارنة بالأسواق الأخرى، وهو ما يعد غير متاح في مصر، بالإضافة إلى كلفته العالية، وبالتالي قبل فتح هذه الأسواق، لا بد من حل هذه الأزمة، أما السوق الأمريكي، فالواردات تنقسم إلى نوعين: الأول بغرض الاستهلاك المباشر، وهو ما تتشدد فيه منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، أما النوع الثاني فهو الواردات بغرض استخدامها في الأنشطة الصناعية، وهو أسهل من حيث التوافق مع متطلباته”.
دور التمثيل التجاري وسلامة الغذاء
وطالب حسام الطوبجي، مدير التصدير بشركة امتنان، بسرعة حل أي معوقات قائمة بين الجهات الحكومية والمصدرين بشكل عاجل، وذلك لتعزيز صادرات مصر للأسواق الخارجية، مؤكدَا أهمية توقيع جهاز التمثيل التجاري وهيئة سلامة الغذاء المزيد من بروتوكولات التعاون مع العديد من الدول لفتح أسواق جديدة أمام الصادرات المصرية من العسل ولتعويض الأسواق الخليجية.