السفير المصري علاء موسى لـ«القرار المصري»: عهد جديد في لبنان.. والاقتصاد مفتاح الاستقرار
السفير علاء موسى: لبنان يعود بخطى ثابتة.. والقطاع الخاص المصري شريك في الإعمار
في خطوة تعكس تعزيز العلاقات المصرية اللبنانية، يواصل وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال المصريين زيارته إلى لبنان، حيث يجري لقاءات مكثفة مع نظرائهم اللبنانيين، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين.
تأتي هذه الزيارة في ظل مناخ إيجابي يشهده لبنان بعد تشكيل حكومة جديدة، وبدء خطوات جادة نحو إعادة بناء الدولة وتفعيل دورها.
صرح السفير علاء موسى، لـ«القرار المصري»، بأن هذه الخطوة مهمة للغاية، وتأتي لمواكبة حدث كبير في لبنان، وهو العهد الجديد برئيس جديد وحكومة بدأت تمارس عملها بشكل مستقر .
وأضاف موسى أن هناك خطوات وقوانين يتم تبنيها لصالح لبنان، ورغبة تترجم إلى أفعال من أجل إعادة الدولة اللبنانية إلى المسار الصحيح، وهذا كله يخلق مناخًا إيجابيًا، سياسيًا واقتصاديًا.
عمق العلاقات المصرية اللبنانية
أشار السفير موسى إلى أن العلاقات المصرية اللبنانية تتسم بالعمق والجذور التاريخية، وأن هذه الزيارة ستسهم في منحها فرصة أكبر للانطلاق إلى الأمام.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس اللبناني الأخيرة إلى مصر واجتماعه مع فخامة الرئيس السيسي قد دفعت بهذه العلاقة ورسخت عهدًا جديدًا من التعاون والشراكة بين البلدين.
وأكد أن هناك “مشتركات كثيرة” بين مصر ولبنان، يتم العمل على استثمارها من أجل تعظيم الفوائد التي تعود منها على كلا البلدين.
الاقتصاد يقود الشراكة
وعن تقييمه للفرص المتاحة، أكد السفير موسى على أهمية الشق التجاري والاقتصادي في العلاقات بين الدولتين، ورأى أن تواجد وفد يضم خيرة رجال الأعمال من كلا البلدين يعطي إشارة على ااثقة المتبادلة بين الجانبين لتعزيز التعاون و الاستثمار سواء في لبنان أو في مصر.
وشدد على أن القطاع الخاص هو من يقود العلاقات الاقتصادية الآن في العصر الحديث، ويجب أن يُعطى كل الدعم وكل الفرص الممكنة.
وفيما يتعلق بالفرص الاستثمارية، أشار السفير موسى إلى أن الفرص متاحة في لبنان، وأن مصر قطعت خطوات أبعد وأشواطا أكبر من سنوات مضت.
وأوضح أن لبنان يدخل مرحلة إعادة الإعمار، وبالتالي سيبقى دور القطاع الخاص رئيسيًا وهامًا. ودعا الشركات المصرية إلى القدوم إلى لبنان واستكشاف الفرص المتاحة.
كما لفت السفير موسى إلى أن رجال الأعمال اللبنانيين يجدون في السوق المصرية سوقًا كبيرة يمكن الاستثمار فيها، معربًا عن اعتقاده بأن التسهيلات التي قدمتها مصر مؤخرًا ستساعد على جذب مزيد من الاستثمارات. وذكر أن هناك نماذج كثيرة لرجال أعمال ناجحين من الجانبين.
وأضاف أن قطاع الإعمار يتصدر المشهد، بالإضافة إلى فرص كبيرة في مجالات مثل الصناعات الغذائية، والدواء، والخدمات المالية والتكنولوجية، وقطاع التعليم العالي.
دور السفارة المصرية
وبخصوص دور السفارة المصرية في بيروت، أكد السفير موسى أنها تسهل هذا الأمر عن طريق، أولاً، علاقتها مع مختلف الأطراف في لبنان، وتنسقها مع مؤسسات الدولة اللبنانية.
وأوضح أن السفارة تحاول تسهيل الأمر قدر المستطاع، مؤكدًا أنه عندما يكون هناك إقبال أكبر من القطاع الخاص المصري للاستثمار في لبنان والعكس، سيجد الجميع دائمًا يد العون والمساعدة من السفارة وكل مسؤول يمكن أن يساهم في هذا الإطار.
الاقتصاد مفتاح الاستقرار
وتعكس هذه الزيارة التزام البلدين بتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية، وفتح آفاق جديدة للتعاون المثمر في ظل المتغيرات الإيجابية التي يشهدها المشهد اللبناني.
وأكد السفير أن هناك مرحلة جديدة تتشكل في لبنان، تحمل في طياتها تطلعات شعبية حقيقية نحو الاستقرار والإصلاح.
وأوضح أن مصر حاضرة دائمًا في المشهد اللبناني، ليس فقط من خلال الدعم السياسي أو الإنساني، ولكن عبر الدبلوماسية الاقتصادية التي باتت اليوم في صدارة أدواتنا. نحن نؤمن بأن الاقتصاد هو المفتاح الحقيقي للاستقرار، ولهذا نعمل على تمهيد الطريق لشراكة قوية بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
وشدد السفير على أن لبنان رغم أزماته لم يفقد مقوماته الأساسية، وأن الفرصة سانحة الآن لخلق شراكة اقتصادية جديدة تكون نموذجًا للتكامل العربي – العربي.
ولفت السفير إلى أن القطاع الخاص المصري يملك تجارب ناجحة في بيئات أكثر تحديًا، ولبنان ليس جديدًا عليه. وأكد أن السفارة تعمل على تفعيل دور مجلس الأعمال المصري اللبناني، وفتح قنوات مباشرة بين المستثمرين، مشددًا على أن القطاع الخاص هو كلمة السر في هذه المرحلة، وهو من يستطيع ترجمة العلاقات السياسية الممتازة إلى واقع اقتصادي ملموس.