بحثت جمعية رجال الأعمال المصريين بالتعاون مع مجلس الأعمال المصري الكوري فرص ومجالات التعاون الاقتصادي لزيادة حجم التجارة والاستثمار المشترك في مرحلة ما بعد أزمة كورونا وذلك خلال أول مؤتمر افتراضي بين القطاع الخاص من الجانبين يستعرض فرص ما بعد الأزمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
وفي بداية اللقاء اكد ووتاي هيي نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الكورية، أن مصر تعد من أهم الدول الاقتصادية ومن الأسواق الكبيرة في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا والتي تمتلك ثروات ضخمة خاصة من الغاز الطبيعي والبترول.
وقال «هيي»، أن هذا المؤتمر هو اللقاء الافتراضي الأول بين رجال الأعمال في البلدين، معرباً عن أمله في زيادة حجم التجارة والاستثمار في مختلف مجالات التعاون المشترك في الفترة المقبلة.
وأشار أن نتيجة للاصلاحات الاقتصادية والمشروعات القومية خاصة في مجالات البنية التحتية والنقل والتنمية العمرانية اصبح مناخ الأعمال في مصر مهيئاً واكثر جذبا لمشروعات التجارة والاستثمار.
وأشار، أن الاستثمارات الكورية تشهد نمواً في السوق المصرية كما الشركات الكورية ساهمت في تنفيذ العديد من المشروعات القومية في العاصمة الإدارية الجديدة بالاضافة إلي التعاون المشترك في مشاريع مترو الانفاق.
من جانبه قال المهندس مجد الدين المنزلاوي عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال، أن العلاقات المصرية الكورية تشهد طفرة كبيرة نتيجة الزيارات الرئاسية المتبادلة والتعاون بين منظمات الأعمال في البلدين، مشيراً أن الجمعية تربطها علاقة قوية مع منظمات الأعمال في كوريا حيث عقدت ما يزيد عن 40 لقاءات ومؤتمراً بين الجانبين.
وأكد «المنزلاوي»، أن القطاع الطبي من أهم مجالات التعاون بين القطاع الخاص في البلدين في المرحلة الحالية في ظل جائحة كورونا بجانب مشروعات الطاقة والكهرباء والنقل.
وأشار إلى رغبة جمعية رجال الأعمال، في عقد المزيد من اللقاءات لمناقشة القطاعات الاستثمارية ذات الاهتمام المشترك خاصة التعاون في نقل الخبرة الكورية في مشاريع الذكاء الاصطناعي وزيادة التبادل التجاري والاستثمار المشترك المباشر.
وقال مجد الدين المنزلاوي، مصر من أهم الشركاء التجاريين لكوريا خاصة في ظل علاقات سياسية قوية والاتفاقيات التجارية الكبري التي تربط مصر مع أسواق دول افريقيا وفي مقدمتها اتفاقية التجارة الحرة القارية التي تعد من كبري الاتفاقيات العالمية التي تمثل سوق لنحو 1.2 مليار نسمة بإجمالي 3 تريليون دولار ناتج محلي، مشدداً علي رغبة رجال الأعمال المصريين في التعاون مع الجانب الكوري في كافة المجالات.
من جانبه أكد جو سي بو رئيس الجانب الكوري بمجلس الأعمال المشترك، علي أهمية ان يلعب المجلس دوراً حيوياً في دفع حركة التجارة والاستثمار بين البلدين والحفاظ علي تدفق سلاسل الامداد في ظل التحديات الراهنة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وشدد أن المجلس يجب أن يعمل علي تخفيف القيود التجارية وتشجيع الاستثمارات المشتركة خاصة في صناعة الالكترونيات والقطاع الزراعي وفي الأغذية والمنتجات الطبية.
وأشار خالد نصير، رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المشترك، أن مجلس الأعمال يلعب دوراً هاما علي مستوي دفع العلاقات بين الحكومة والقطاع الخاص في البلدين، مؤكدأ أن هناك العديد من الفرص المتاحة للاستثمار والتجارة بين رجال الأعمال في البلدين.
وأضاف “نصير”، أن مصر تمتلك الفرصة الاكبر في جذب الاستثمارات الخارجية خلال مرحلة ما بعد كورونا خاصة من الدول التي تبحث عن تغير وجهتها واستقرار الاسواق، بجانب الاستفادة من الاتفاقيات الدولية من أجل النفاذ إلي أسواق تصديرية جديدة ومنها السوق الأفريقية.
وأكد “نصير”، أن الاتفاقيات التجارية التي تربطنا بأهم الاسواق التصديرية في المنطقة بجانب الاستقرار الاقتصادي تؤهل مصر أن تصبح مركزاً للتجارة والاستثمار في المنطقة، خاصة في ظل الإهتمام المشترك من البلدين لعودة المفاوضات الخاصة بدراسة جدوى ابرام اتقاقية تجارة حرة بين البلدين وإعداد خطة للاستثمار المشترك في المجالات ذات الأولوية.
وقال السفير هونغ جين ووك سفير كوريا الجديد ، أن مصر من الدول التي تشهد تحركاً ايجابياً علي المستوي الاقتصادي بجانب العلاقات السياسية المتميزة والتي امتدت عبر 25 عاماً، مشيراً لأهمية أن تنتقل العلاقات الاقتصادية إلي مستويات جديدة لتعزيز أرقام التجارة والاستثمار.
وأكد السفير الكوري، علي الرغبة الجادة من الحكومة والقطاع الخاص الكوري في زيادة الاستثمارات وتوسيع نطاق الشراكة، مشيداً بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في حل اية تحديات تواجه الشركات الكورية المستثمرة في مصر.
وأضاف، منتظرين بدء مرحلة جديدة من المفاوضات الخاصة بدراسة جدوى ابرام اتقاقية تجارة حرة بين البلدين وان يستمر مجلس الأعمال المشترك في الاضطلاع بدوره الحيوي في دفع مستوي العلاقات الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه قال السفير حازم فهمي، السفير المصري في كوريا، أن التعاون الطبي من أهم مجالات التعاون بين البدين في ظل فيروس كورونا، مشيراً ان تجربة كوريا في مواجهة الجائحة نموذج يحتذي به في المجال الصحي وإدارة الأزمة حيث شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الإصابات والسيطرة علي الوضع الطبي.
وأكد السفير المصري، أن كوريا من الدول المتقدمة في القطاع الطبي وهو ما يمثل تعاون هام لمصر للاستفادة من الخبرات في هذا المجال الحيوي، فضلاً عن ما تشهده مصر من استثمارات في البنية التحتية التكنولوجية تنفيذا لرؤية 2030 والتي تستهدف التوسع في مشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وهو ما يمثل فرصة واعدة للتعاون بين البلدين.
وأشار أن مصر بوابة للمنتجات الكورية للدخول إلي أسواق أفريقيا، مشدداً علي أهمية استغلال العلاقات الرئاسية القوية في تعزيز التجارة والاستثمار المشترك، والاستفادة من الزيارة المرتقبة للرئيس الكوري الجنوبي لمصر والتي كانت من المقررعقدها مطلع العام الجاري وتم تأجيلها بسبب تداعيات فيروس كورونا.
من جانبه تحدث كيم جون هيونج نائب رئيس شركة أل جي العالمية للقطاع الطبي، عن القطاعات الانتاجية المختلفة للشركة في مجالات صناعة الالكترونيات و البتروكيماويات بجانب تكنولوجيا المعلومات، مشيراً أن الشركة قامت بتصنيع أجهزة للكشف عن كورونا عن طريق اختبار الدم بجانب تصنيع PCR بجانب إمكانية تصنيع وتوريد المعامل المتنقلة وعربات الرعاية الصحية والادوية والمستلزمات الطبية لمرضي فيروس كورونا.
وقال الدكتور شريف عزت رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات، أن هناك رغبة قوية للقطاع الخاص المصري للاستثمار المشترك مع كوريا في مجال صناعة المستلزمات الطبية خاصة من أجل التصديرللاسواق الأفريقية.
وأوضح «عزت»،ان عدد الشركات المصرية في مجال صناعة المستلزمات والاجهزة الطبية يبلغ نحو 350 شركة بجانب ان 95% من الاستهلاك يتم تصنيعه محلياً وهو ما يمثل حاجة لزيادة الانتاج من أجل التصديرلاسواق ثالثة من خلال عقد شراكات بين القطاع الخاص في البلدين.
كما أشار إلي امكانية تعزيز التعاون مع هيئة الشراء الموحد والمسئولة عن توريد كافة احتياجات المستشفيات الحكومية في مصر، في ظل بدء تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل تدريجيا بجانب اصدار تشريع قانون خاص للمستلزمات الطبية .
وقال كيم جيونج هون-شركة هونداي روتم، أن هناك تعاون مشترك مع الحكومة المصرية في مشروع الخط الثالث لمترو الانفاق مع الهيئة القومية للانفاق، مضيفا انه بالرغم من تبعات ازمة كورونا إلا ان الشركة التزمت بتنفيذ كافة مرحل العقد.
واشار«هون»، أنه خلال شهر يونيو الجاري تم توريد 30 عربة قطار، ومن المنتظر تحديث 32 قطار اضافيا بجانب العمل في مشروع خط الاسكندرية – أبو قير.
وقال عادل اللمعي، رئيس لجنة النقل بجمعية رجال الأعمال، أن قطاع النقل في مصر من القطاعات الاستثمارية الواعدة التي توفر فرص واعدة للتعاون المصري الكوري علي مستوي القطاع الخاص في البلدين، لافتا أنه يوجد 48 ميناء بحري منها 15 ميناء تجاري .
واضاف «اللمعي»، ان مشروعات بناء واصلاح السفن من المشروعات التي توفر فرص للتعاون خاصة في ترسانة الاسكندرية والسويس وغيرها، مشيراً أن مصر شهدت تزايد في نشاط تداول الحاويات وسفن الشحن حيث بلغت 7.2 مليون كونتينر في 2019.
وأكد أن المناطق الاقتصادية والاستثمارية في محور قناة السويس مستعدة لاستقبال الاستثمارات الكورية في مختلف القطاعات بجانب مشروعات في ميناء السخنة والادبية، مشيراً إلي تنفيذ أكبر مشروع قومي للطرق بقيمة 13 مليار دولار.
وتحدث اللواء الدكتور المهندس عصام والي رئيس الهيئة القومية للانفاق، عن المشروعات والتعاون المشترك المصري الكوري في قطاع النقل ، مشيراً أن يوجد تعاون في صناعة وتوريد 20 عربة قطار في الخط الأول للمترو بقيمة 338 مليون جنيه مع توفير قطع الغيار والصيانة ل 8 سنوات بجانب 11 قطار من بينهم 9 قطارات تم تصنيعهم داخل الهيئة العربية للتصنيع بهدف تعميق الصناعة المحلية والاستفادة من الخبرة الكورية.
وأضاف «والي»، كما أن هناك عقد لتوريد 32 قطار للخط الثالث لمترو الانفاق بقيمة 640 مليون جنيه من بيهم 10 قطارات تم تصنيعهم داخل الهيئة العربية للتصنيع.
من جانبه قال الدكتور أحمد الكيلاني العضو المنتدب ورئيس شركة ايبيكو للأدوية ان الشركة قد وقعت على مذكرة تفاهم مع شركة إس كيه بلازما الكورية، لإنشاء مصنع لمشتقات البلازما بمصر.
وأضاف «الكيلاني»، أن عملية بناء مصنع لمشتقات البلازما بمصر يُعد من أولويات الدولة المصرية لتوطين تلك التكنولوجيا بمصر.
وقال إن هذا التعاون يحظي بأولوية واهتماما لوزارة الصحة المصرية خاصة في ضوء كون مُشتقات البلازما أحد أهم عناصر علاج العديد من أمراض الدم والمناعة والتعامل مع حالات الفشل الكبدي، مؤكداً ان المصنع سيقوم بتغطية السوق المحلية وأيضا للتصدير إلى مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال جو ايان هيون رئيس شركة الكورية جي أس تي (JST) ، ان الشركة تولي إهتماما بالتوسع في استثماراتها في مصر في مجال تدوير المخلفات الصناعية ومحارق النفايات الطبية، مشيراً أن الشركة قامت بتوقيع عقد مع الانتاج الحربي في مجال تدوير المخلفات الصناعية ومعالجتها واعادة تصنيعها.
واضاف أن الشركة تعمل في مجال تدوير وحرق النفايات الطبية ومعالجة المخلفات الصناعية وتحويلها إلي طاقة بجانب تطوير المحارق، لافتاً ان الشركة حصلت علي مشاريع في تدوير وحرق النفايات في المحلة والغربية والمنيا .
وقال الدكتور طارق العربي مستشار وزير البيئة للمخلفات الصناعية والطبية، أن التعاون في مجال اعادة تدوير المخلفات الطبية “ضرورة” في المرحلة الحالية في ظل انتشار فيروس كورونا، لافتا أنه يوجد نحو 300 طن يوميا نفايات طبية ما يتطلب التخلص منها بطرق أمنة دون اي اضرار بيئية.
واضاف «العربي»، مستعدون للتعاون مع الجانب الكوري في انشاء المحارق ومشاريع معالجة وتدوير المخلفات والنفايات الطبية، لافتا أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان علي وضع حوافز خاصة للمستثمرين في هذا المجال.
من جهته أكد المهندس أسامة جنيدي رئيس لجنة الطاقة بجمعية رجال الأعمال، أن الاستثمار في مشاريع الطاقة والكهرباء من الاستثمارات الواعدة في مصر حيث ساهمت في زيادة قدرة توليد الكهرباء إلي 55.5 جيجا وات.
وأضاف «جنيدي»، أن اقامة مشروعات تدوير المخلفات وتحويلها إلي طاقة ومشروعات الغاز و تحويل الشبكة الكهربائية الي شبكة ذكية تعد من أهم مجالات التعاون المصري الكوري خلال المرحلة المقبلة .
واشار أن مناخ الاستثمار في قطاع الطاقة والكهرباء في مصر جاذب للمستثمرين خاصة مع تحرير اسعار الطاقة، لافتا إلي تنفيذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية “مجمع بنبان” في أسوان حيث يولد 1.8 جيجا وات بأجمالي 4 تريليون وات في الساعة، لافتاً إلي أن الحكومة استثمرت بكثافة في قدرة التوليد في البلاد على مدى السنوات الخمس الماضية ، والتي تبلغ الآن 55.2 جيجاوات.
اضاف أن الحكومة شرعت في خطة لتوسيع وترقية شبكة الكهرباء القديمة و تحيلها الي شبكة ذكية ، من أجل استيعاب القدرات الإضافية والاستفادة منها بالكامل، وهو ما يفتح الفرص أمام المستثمرين من القطاع الخاص للمشاركة في نقل الطاقة وتوزيعها كجزء من جهود الحكومة الدؤوبة التي بذلت على مدى السنوات الخمس الماضية لتحرير قطاع الطاقة ، والتي تضمنت تمرير قانون الكهرباء الموحدة رقم 87 في عام 2015 ، مما يمهد الطريق لتحرير السوق لخدمات توليد الطاقة وتوزيعها.
و قال المهندس جنيدي ان الاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة المستدامة، من أهم المجالات الواعدة للستثمار في مصر الآن حيث تهدف مصر إلى التحول إلى البيئة الخضراء ،مشيرا أن مجمع بنبان للطاقة الشمسية أحد المعالم الرئيسية في تطوير شبكة الطاقة المتجددة في مصر ، والذي يضم 41 محطة للطاقة الشمسية تم تطويرها بمحافظة أسوان، لديها قدرة 1.8 جيجاوات عند تشغيله بكامل طاقته ، ينتج 4TWh من الطاقة ، ويمنع مليوني طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
واضاف، يعكس تنفيذ هذه الاستراتيجية أيضًا نية الحكومة استبدال مركبات النقل التجاري التقليدية بأخرى كهربائية ، وهو مشروع اتخذت الحكومة خطوات جادة تجاهه، علاوة على ذلك ، تبحث الحكومة أيضًا عن حلول طاقة فعالة من حيث التكلفة مثل النفايات لمشاريع الطاقة ، سواء عن طريق حرق النفايات أو دفنها حسب قرار رئيس الوزراء رقم 41-2019: معدل شراء الحكومة المصرية للطاقة الكهربائية المولدة من خلال المعالجة الحرارية للمخلفات الصلبة البلدية (MSW) ، والغاز الحيوي للمدفن الصحي ، و محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
و في نهاية كلمته أشار الي أن هذه هناك فرصة ممتازة للمستثمرين الكوريين لدخول السوق المصري ، وبالنظر إلى التقدم التكنولوجي الذي أحرزته كوريا الجنوبية في صناعة الطاقة .
