الدكتور نشأت الهادي يكتب: الإصلاح ما بين الأولويات والظروف الاقتصادية
سؤال دائمًا ما يتخاطر في أذهان البعض، هل الدجاجة خلقت أولًا أم البيضة؟، والإجابة على هذا السؤال في غاية البساطة إذا بحثنا في العلم وأولها العلوم الدينية، فقد خلق الله المخلوقات من زوجين ذكر وأنثى ، والبيضة لا يمكن تحديد جنسها، وكذلك بداية الخلق، فخلق الله عز وجل سيدنا آدم وسيدتنا حواء ومن ثم جاء النسل.
وتكمن أهمية هذا السؤال في المكنون منه وهو البحث في العلم، والعلوم كثيره ومتنوعة. فإذا طبقنا تلك العلوم في بحثنا عن الخطة المصرية للإصلاح الاقتصادي سنقف عضدًا قويًا في ظهر حكومتنا الرشيدة.
فلن يأتي مستثمر أجنبي لإنشاء مصنع من أجل سواد عيون المصريين، ولكنه ينظر إلى مصلحته أولًا وثانيًا وثالثًا، أي أنه يريد إنشاء المصنع في بيئة مشجعة حتى يعود عليه هذا الاستثمار بأضعاف ما قد يدفعه، ولأجل ذلك قامت الدولة بتوفير المناطق الصناعية، إنشاء الطرق التي تسهل إجراءات التنقل ونقل البضائع، والموانئ الحديثة من أجل تسهيل عمليات التصدير، وإصدار التشريعات والقوانين المحفزة، كل ما سبق هو البيئة التي يحتاجها المستثمر لكي يقتنع بفائدة استثماره.
هذا ما تفعله الدولة المصرية فعلًا، فهي جعلت الدجاجه قبل البيضة، فما فائدة المناطق الصناعية بلا طرق ممهدة تؤدي إليها ومنها إلى منافذ التصدير؟
وبالمثل العاصمة الادارية الجديدة، يهاجمها البعض ويرون أنها بلا فائدة تذكر لعامة الشعب، ولكن إذا بحثنا في العلم نجد أنه يتم تفريغ القاهرة من دواعم ازدحامها وتلوثها لكي تعود القاهرة عاصمة سياحية لمصر وهذا يفسر سبب إنشاء الكثير من الطرق والمحاور والكباري وكذلك المتاحف والمزارات لتسهيل حركة السائح بعد تفريغ القاهرة من ازدحامها، ولكي يمكن إدراج تلك المدينة الرائعة من ضمن برامج سياحة اليوم الواحد واليومين وهذا يعود بالدخل الدولاري المباشر وغير المباشر على مصرنا الحبيبة.
ونعود هنا لعنوان المقال، الإصلاح ما بين الاولويات والظروف الاقتصادية، فالإصلاح بدأ بوضع أسس لن يشعر بها المواطن العادي قبل أن تكتمل الخطة بأكملها، هذه الخطة التي أنتهجتها النمور الآسيوية لكي تصل إلى ما وصلت إليه الآن، فنحن ما زلنا في مرحلة تهيئة البيئة الصالحة لدعوة المستثمرين لإنشاء مصانعهم وجذب استثماراتهم التي توفر مئات الآلاف من فرص العمل ومن هنا سيبدأ المواطن المصري في الشعور بالتطور، وهذا كله لن يأتي بين ليله وضحاها، فنحن بدأنا من تحت الصفر وما زلنا نعمل بجهد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم أجمع.
وللحديث بقية..