سجل 52 ألف جنيه للطن.. الحديد يسجل مستويات تاريخية والدولار المتهم الاول

كتبت – عزة يوسف

تشهد اسعار حديد التسليح في مصر مستويات غير مسبوقة، ولم تشهدها الاسواق المصرية من قبل، حيث سجل سعر حديد التسليح حتي كتابة هذا التقرير 48300 جنيهًا تسليم أرض المصنع ليصل إلى المستهلك بنحو 52 الف جنيه للطن الواحد، حيث رفعت مصانع حديد التسليح أسعارها 3 مرات متتالية خلال شهر واحد بقيمة 9800 جنيه للطن.

الخروج عن السيطرة

أسعار الحديد في مصر خرجت عن السيطرة، ولم نشهد أبدًا أن تصل اسعار الحديد إلى 52 الف جنيه للمستهلك، ويرجع البعض إرتفاع أسعار الحديد بهذه الصورة المبالغ فيها، نتيجة لعدة عوامل أدت إلى قلة الانتاج حيث تعمل المصانع بنصف طاقتها الانتاجية بسبب صعوبة استيراد المواد الخام من الخارج جراء أزمة نقص العملة وصعوبة توفير النقد الأجنبي.

أسباب الارتفاع

ومن أهم العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار حديد التسليح بتلك الصورة، ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازي، وارتفاع تكلفة الشحن بسبب ما يشهده البحر الأحمر من توترات بسبب تهديدات الحوثيين للسفن المارة عبر مضيق باب المندب، وكذلك أزمة سلاسل الإمداد وما يشهده العالم من نقص الخامات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، و ايضا إرتفاع تكاليف الإنتاج والخدمات مثل الغاز والكهرباء التي زادت بنسب تتراوح بين 16 و 26% منذ بداية العام الجاري، وكذلك قلة التمويل وزيادة الضرائب، فكلها عوامل زادت من تكلفة انتاج الحديد مما اثر علي استيراد المواد الخام اللازمة لعملية التصنيع، ولأن خامات انتاج الحديد (البيلت) يتم استيرادها من الخارج، فان الدولار يبقى هو اللاعب الأساسي في تكلفة إنتاج الحديد.

تأثر السوق العقاري

إرتفاع اسعار الحديد بهذه الطريقة أثرت بشكل كبير على سوق العقارات وستؤدي إلى إرتفاع تكلفة البناء وارتفاع أسعار العقارات خلال الفترة القادمة من 30 إلى 40% خلال العام الجاري، حيث تمثل أسعار الحديد والأسمنت تمثل نحو 70% من تكلفة البناء في الوحدات نصف التشطيب، و هو ما يزيد من التوقعات بأن يشهد القطاع العقاري المصري ركوداً خلال الربع الأخير من العام الجاري، وهو ما يؤثر علي الناتج المحلي الإجمالي و الذي بستحوذ القطاع العقاري به على نسبة 16%، ويواجه طلباً سنوياً يصل إلى 2.5 مليون وحدة سكنية لتلبية الزيادة المطردة في أعداد السكان.

 

حجم الإنتاج

وتبلغ الطاقة الانتاجية المحلية من حديد التسليح حوالي 14 مليون طن سنويًا، في حين أن حجم انتاجنا الفعلي لا يزيد عن 4 مليون طن فقط، وهنا يأتي دور الحكومة في مساندة المنتجين المحليين وتعميق التصنيع المحلي من الحديد، والعمل علي زيادة المعروض وهو الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع الأسعار.

زيادة الصادرات

ووفقًا لتقارير رسمية صادرة عن اتحاد الصناعات، فان إنتاج مصر من حديد التسليح تراجع خلال الـ 11 شهرًا الأولى من 2023 بنسبة 5% ليصل إلى 7.4 مليون طن، مقابل 7.8 مليون طن خلال نفس الفترة من 2022، وبالرغم من تراجع انتاج الحديد، إلا أن صادرات مصر من حديد التسليح شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال أول 10 شهور من عام 2032، بنسبة 65% علي أساس سنوي، ليصل إلى 1.7 مليار دولار، مقارنة بنحو مليار دولار خلال نفس الفترة من 2022.

 

آخر الأخبار