د. محمود البسيوني يكتب: الافراط في التفكير

في كثير من الاحيان تعود واقعة معينة من احداث الماضي، وتظل تطاردنا طوال الوقت

تسكن بداخلنا مرة آخري، واثناء محاولاتنا المستميتة للتخلص منها، تنتظر بفارغ الصبر ساعات الليل لتتمسك بنا بقوة وعناد، فتسبب لنا الارق، وتمنعنا من النوم.

وفي كثير من الاوقات، نفرط في التفكير في حاضرنا..نتساءل يوما بعد يوم عما إذا كنا في العلاقة الصحيحة، وهل نستطيع ان نغير من انفسنا؟ ومتي سنتخلص من احد عيوبنا؟.

وعندما تأتي ساعات الليل نبدأ في استرجاع المواقف التي مرت بنا قد نندم علي ردود افعالنا أو نتساءل لماذا التزامنا الصمت؟.

اما التفكير والفضول بشأن المستقبل قد يبدو مفيد بعض الشيء، نضع الخطط ونرسم الطرق.

سنحقق يوما ما التوازن المطلوب بين العمل والحياة، سنتعلم من اخطائنا وسنتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة.

ولكن ماذا لو تحول هذا الفضول الي قلق مفرط ؟ يستنفذ طاقتنا شيئا فشيئا ونصبح اقل وعيا وادراكا باللحظة الراهنة.

إن الإفراط في التفكير هو آلية حمايتنا الذاتية، من الماضي والحاضر والمستقبل، لكنه لن يمحو احداث مرت بنا، ولن يمكننا من العودة الي مفترق الطرق، أو معرفة ماذا ينتظرنا.

أن الافراط في التفكير لن يمكننا من الإجابة علي كل التساؤلات أو التحكم في اشياء خارج نطاق سيطرتنا.

اعزائي، دعونا نتخلص من التفكير المفرط ولنبدأ في قمع الافكار السلبية..دعونا نحاول التخلص من هذه العادة السيئة التي تختلس اوقات من سنوات عمرنا.

دعونا نبتعد قدر المستطاع عن الضوضاء ونحترم قوة الصمت ولنغمض اعيننا ونستمع الي نبضات القلب.

ودعونا ايضا ننظر بإمعان الي انفسنا وإلي النجوم في السماء والي كل المعجزات التي تحيط بنا، ولنبدأ من الان في تدوين الافكار، وكل ما يدور بخاطرنا علي الورق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار