دكتور رؤوف رشدي يكتب عن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا.. نتائج مرتقبة و أدوار جديدة 

تشهد المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط توترًا كبيرًا بين الدول المجاورة، بسبب الخلافات المتعلقة بالموارد الطبيعية في المنطقة، وخاصة الغاز الطبيعي.

ومن بين هذه الدول، اليونان وتركيا، التي تتنافسان على حصة الأسد من غاز شرق المتوسط في المنطقة.

 وفي هذا السياق، تعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا، والتي من المقرر أن تتم في الأيام المقبلة ، حدثًا مهمًا للغاية، حيث يتوقع أن يكون لها بالغ الأثر علي دول المنطقة و على العلاقات بين الدول المعنية، وخاصة اليونان التي تربطها بمصر علاقات استراتيجية.

خاصة أن اليونان وتركيا تواجهان العديد من التحديات المشتركة، ومن بينها الخلافات الحدودية في البحر الأيوني والمتوسط، والتي تشمل عدم الاتفاق على حدود المياه الإقليمية ومناطق البحث عن الغاز الطبيعي. وقد تفاقمت هذه الخلافات في الآونة الأخيرة، حيث قامت تركيا بإرسال سفينة بحرية للبحث عن الغاز في منطقة مثيرة للجدل قرب جزيرة كريت اليونانية، مما أثار حفيظة اليونان ودفعها إلى طلب المساعدة الدولية.

ويري مراقبون أن زيارة الرئيس السيسي لتركيا قد تقلق اليونان حيث تعتبر هذه الزيارة إشارة إلى تحسن العلاقات بين مصر وتركيا

. وقد أعربت اليونان عن قلقها من أي اتفاق قد يتم بين مصر وتركيا يتعلق بالغاز الطبيعي، خاصة في ظل عدم توصل اليونان وتركيا إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخاصة بهما.

وإذا تم التوصل إلى اتفاق بين مصر وتركيا حول الغاز الطبيعي، فإن ذلك سيؤثر على موقف اليونان في المنطقة، حيث إن اليونان تعتبر نفسها شريكًا رئيسيًا في منتدى الغاز الطبيعي في المتوسط، الذي يضم إيطاليا وفرنسا وقبرص وإسرائيل ومصر. وإذا لم تتمكن اليونان من حماية مصالحها في المنطقة، فإن ذلك سيؤثر على مستقبل اقتصادها وأمنها.

و علي صعيد التصريحات الدبلوماسية في الأيام الأخيرة، أعربت العديد من الدول، بما في ذلك مصر وفرنسا وقبرص وإسرائيل، عن دعمها لليونان في خلافها مع تركيا. وفي هذا السياق، أكدت مصر أنها تؤيد حق اليونان في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها في المنطقة، وأنها تراقب عن كثب التطورات الحالية في المنطقة.

ومن جانبها، أعربت تركيا عن استعدادها للتفاوض مع اليونان حول حدود المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخاصة، ولكنها رفضت أي محاولة لحصر الحقوق البحرية لليونان في المنطقة، وأكدت على حقها في البحث عن الغاز الطبيعي في المنطقة.

 وعلي صعيد منتدى غاز المتوسط تعتبر زيارة الرئيس السيسي لتركيا حدثًا مهمًا للغاية، حيث يمكن أن تؤثر على منتدى (غاز شرق المتوسط) وعلاقات الدول الأعضاء به. وإذا تمكن الرئيس السيسي من الوصول إلى إطار متوسطي عام جديد مع تركيا حول القضايا المعلقة ، فإن ذلك سيؤدي إلى تأثير إيجابي على منتدى الغاز الطبيعي في المتوسط.

ومن جانب آخر، إذا لم تتمكن اليونان من حماية مصالحها في المنطقة، فإنها قد تتجه إلى البحث عن شركاء جدد للتعاون في مجال الغاز الطبيعي، مثل إيطاليا وفرنسا وقبرص وإسرائيل. وقد يؤدي ذلك إلى تفكك منتدى الغاز الطبيعي في المتوسط، وبالتالي يؤثر على مستقبل اقتصادات الدول الأعضاء به.

دعونا نراقب تلكم التطورات عن كثب من خلال تصريحات المسئولين آملين أن تتمخض الزيارة عن فتح صفحة جديدة تشهد بانتصار مصري دبلوماسي جديد علي صعيد العلاقات المتوسطية.

آخر الأخبار