عمرو رأفت يكتب.. صديقي السوري

كنت رافضًا ولا زلت أن يرتبط مصير الدولة المصرية بأحد الأشخاص مهما علا شأنه إيمانًا مني بمقولة “إن مصر باقية” وكذلك الحماية الإلهية لشعب مصر كما ذكر المولى عز وجل في كتابه الحكيم.. ولكني بالأمس قابلت صديقي السوري الذي يزداد في حديثي معه يقيني بقيمة الوطن.

صديقي السوري ترك بلاده قاصدًا مصر قبل 10 سنوات جراء حرب إندلعت في كافة أرجاء سوريا لا يعلم أحد إلى الآن لماذا إندلعت ولماذا هي مستمرة.. وإن كان صديقي الحلبي يعيش بأمان بين المصريين إلا أنه في النهاية يشعر بغربة دفينة لا يشعر بها سوى المقهور وإن كان قويًا والمظلوم الذي لم يعرف من ظلمه.

مع إطلالة فجر الخميس وبعد أسبوع من العمل الشاق في الإعداد لأحد الأعمال المرتبطة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار عمل تطوعي أفتخر به بإنتمائي لحزب مستفبل وطن.. إلا أنني بين الحين والأخر ولا أخفيكم سرًا أجد نفسي أمام السؤال الصعب “لماذا أفعل هذا؟”.. واخترت قبل أن ارتجل مشوارًا طويلًا لمنزلي أستريح من عناء التعب أن أقابل صديقي السوري الذي باعدت بيننا الأماكن ولكن ظللت متذكرًا غربته الدفينة التي تدفعني دفعًا للقائه متحاملًا على بدني.

المفاجأة في ذلك اللقاء العابر الذي لم يستغرق سوى 25 دقيقة أن باغتني صديقي السوري برصده كم الدعاية المخصصة لدعم الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية وظننته للوهلة الأولى سوف يسخر منها إلا أنني وجدته يُكمل حديثه بمقولة “رحيل السيسي الآن.. ثمنه مصر”.. وتأملت تلك الكلمات الخمس بصمت متبادل متذكرًا ما بات في قناعاتي عن الحرب السورية وما هي أسبابها والدوافع التي رسخت لها ومن قبلها ما حدث للعراق قبل سنوات طويلة، وحديثي عن سوريا والعراق على وجه التحديد وفي القلب بينهما مصر له أسبابه التي لا أعتقد أنها خافية على أحد.

خرجت من المقابلة بقناعة وازداد يقيني أن الدولة المصرية ستظل شامخة بفضل شعبها الذي يؤمن بفطرته أنه ينتمي لحضارة تضرب بجذورها لآلاف السنين، وأننا إن نظرنا حولنا بين دول منطقتنا العربية سنتأكد أن الشعب المصري هو الوحيد الذي لم تقدر عليه قوة عظمى وإن بغت أو شقيقة صغرى وإن فتحت لنا مخازنها من الذهب لنصبح من تابعيها.

يا سادة.. أعترف بأن هناك أخطاء وقعت في مسيرة مليئة بالإنجازات منذ تولى الرئيس السيسي مقاليد حكم مصر وانتشالها من تبعات حرب أهلية كانت وشيكة واستطاع أن يحقق مالم يستطع رئيس مصري أن يحققه في التنمية العمرانية والصناعية والزراعية فيكفي أن نعلم أن مصر ظلت لمئات السنين تعيش على 6% من أراضيها والآن ننعم بالعيش على قرابة الـ30%، ومع كل تلك الانجازات لم ينكر الرئيس أن هناك أخطاء.

دعونا نفخر بمصريتنا ونتباهى بها بين الأمم.. فمصر ستظل شامخة بشعبها العظيم التي لم تستطع قوة قهره.. دعونا أن نظل مساندين لدولتنا في خضم توترات وتغيرات يشهدها العالم واقفين بقوة وعزم خلف قياداتنا التي نؤمن بوطنيتها التي لم تخذلنا يومًا.

آخر الأخبار