الدكتور محمد مصطفى القاضي يكتب: عن الحكمة و رأسها الأمل ليس حلمًا بل طريقة لجعل الحلم حقيقة

لعلها تكون ضالة المؤمن، قد تكون رأس الحكمة هي أمل يسطع في وسط ظروف ليست مشبعة بالأمل، لا جدال أن ما نسعي إليه ليس فقط ضخ استثمارات خارجية بعملة صعبة ولكن بث مناخ الاستثمار والتفاؤل والثقة في الاقتصاد المصري الذي تضاءل مقدار الثقة فيه في الفترات الأخيرة، وهو أهم ما تشكله صفقة الشراكة في منطقة رأس الحكمة مع الجانب الإماراتي.

ويحذونا الأمل جميعا أن تكون هي المخرج الأقل كلفة لهذه الأزمة التي طالما كنا متأكدين أننا سنعبرها، ولكن ما كان يخيفنا هو فداحة الثمن الذي ستتحمله خزينة الدولة من مقدراتها، إذا لم نجد شريكًا يرى في مصر صديقًا لا غنيمة وفرصه للمنفعة المشتركة وليس الاستغلال وكسر الإرادة.

وهنا تبرز العديد من الأسئلة التي تدور في ذهني، هل تقتنع الحكومة بخطأ المسار الاقتصادي السابق وتعتبر إن الخروج من المأزق هو عطاء رباني للشعب المصري ولن يتم الاستمرار في هذا المسار وستستمع للآراء المخلصة التي طالما نادت بفتح الأسواق وإعادة السوق لديناميكته الطبيعية و إعادة القطاع الخاص لدوره الرائد في الاقتصاد المصري، وتعود الحكومة للعب دورها كمنظم للأسواق، أم تقرر إنها ستكمل بكل قوة في المسار السابق وأننا سنخرج ببركة الله من كل أزمة تواجهنا؟؟؟.

 

هل نتعامل مع المشروع كصندوق مغلق لا يتطلع عليه أحد ويترك التصرف فيه إلى الجانب المستثمر الذي سيكون كل تركيزه علي الأنشطة التي تعظم استفادته المالية وهذا حقه، بدون النظر للفائدة المجتمعيه المرجوة من فكرة التنمية بشكل عام؟؟.

هل لو تدخلت الحكومة مع الجانب الإماراتي في تحديد الأهداف والتوجهات العامة للمشروع سنجد رؤية قديمة بيروقراطية متكررة نمطية تجمع أفكار المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان مع مدينة العبور وأسيوط الجديدة مع صورة متطورة من الأخوات الثلاثة مراقيا وماربيلا ومارينا وأخيرًا العلمين الجديدة.

 

هل نري رؤيه جديدة وأهداف جديدة ودوافع جديده تلائم المستقبل وتسبق العالم في أفكار التنمية المستدامة وأنسنة المدن، ونري أنشطة اقتصادية حديثة وتنمية صناعية وزراعية مستقبلية وغير تقليدية؟؟؟.

هل نري رؤية مغايرة لفكرة العمران بالأسمنت والزلط والحديد ونعرف أن العمران والبناء هو عمران الإنسان قبل الحجر؟ هل نفهم أن المدينة هي كائن حي ينمو ويكبر مع مجتمعه وليس عدد عمارات أو أمتار مكعبه من الخرسانة العادية والمسلحة.

 

إن البشر هو أعز ما تملك مصر فالاستثمار فيه هو أهم وأقيم ما يمكن عمله في هذه الفترة، هذا ليس تنظيرًا أو صياغة خيالية لأحلام، ولكنه واقع وحقيقة، فاجمل شواطئ العالم وأهم المواقع بدون بشر وأسواق وعمالة ومهندسين لا تساوي شيئًا ولم نكن نرى رغبه للمستثمرين في الاستثمار وإلا كانوا ذهبوا إلي مناطق ذات شواطئ ساحرة وبلاد ذات مواقع مميزة.

ولاتزال العديد من الدول الشقيقة تعتمد علي العمالة الوافدة من بنائين ومهندسين مخططين وأطباء من خارج دولهم وتعتمد على الوافدين لخلق الطلب علي السلع والخدمات وهو ما زال نموذج هش غير مستدام وسبق كسره في أزمة 2008.

ولاتزال أوساط المستثمرين في هذه الدول تبحث عن فرص استثمار مستدامة وحقيقية ذات جذور ضاربة في أعماق الأرض. 

إن ما نحمله من أمال قد تكون قوة دافعة متحررة صلبة لجعل الحلم حقيقة بخروج وطننا الحبيب من عثراته والسير بخطي سريعة نحو المستقبل ويرانا العالم حاملين لنبراس الحضارة والتقدم مرة أخرى.

 

آخر الأخبار