أحمد حسام عوض يكتب: الرحلة من سانت ماركس إلى العملاق مانشستر سيتي

 

تغير العالم سريعًا وكذلك تغيرت الكثير من الأمور الإدارية وخطط الاستثمار وبالأخص الاستثمار الرياضي، ومن التجارب العالمية التي تعتبر قصة نجاح ملهمة جمعت بين الاستثمار والرياضة هي تجربة نادي مانشستر سيتي ذلك العملاق الرياضي الكبير الذي بدأ من جذور الهواية إلى العالمية ليعد بحق قصة صعود أعتقد أنه من الضروري دراستها واستخلاص الدروس والمبادئ الإدارية وإعادة تطبيق هذا النموذج والتجربة.

 

شركة سيتي جروب تستثمر في خمسة أندية أخرى، بالإضافة إلى نادي مانشستر سيتي وبصفة عامة هي في المقام الأول تجربة نجاح مميزة في مجال الاستثمار الرياضي وتحقق ذلك من خلال نجاح المنظومة الرياضية والاستثمارية في ربط المجتمع بالنادي وتعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية.

 

وتعتبر هذه الشراكة نموذجًا رائعًا لكيفية تحقيق التفاعل الإيجابي بين الأعمال التجارية والرياضية لصالح المجتمع فمن خلال استثماراتها في مشاريع عقارية وتطويرها، ساهمت “سيتي جروب” في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي في المنطقة وبالتعاون مع نادي مانشستر سيتي، تمكنت الشركة من توجيه جهودها نحو دعم المجتمع المحلي وتحسين جودة حياة السكان.

 

علاوة على ذلك، قام نادي مانشستر سيتي بدور هام في توطيد الروابط بين اللاعبين والجماهير والمجتمع المحلي ومن خلال فعالياته الخيرية والبرامج التطوعية، نجح النادي في إشراك الجماهير ودعم قضايا اجتماعية هامة مثل التعليم والصحة والرفاهية.

 

نادي مانشستر سيتي تأسس في عام 1880 تحت اسم “سانت ماركس” (St. Mark’s)، وهو نادي كرة قدم يقع في مدينة مانشستر، وفي عام 1887 تم تغيير اسم النادي إلى (Ardwick) وفي عام 1894 تم تغيير الاسم مرة أخرى إلى (Manchester City).

في البداية كان النادي يلعب في الدوري المحلي وكان يعتبر ناديًا هاويًا، وفي عام 1894 تم تغيير اسم النادي إلى “مانشستر سيتي” وبدأ النادي يشارك في المسابقات المحلية وخلال سنوات ظل النادي بعيدًا عن الأضواء إلى أن حقق مانشستر سيتي نجاحات متفاوتة في مختلف المسابقات المحلية والوطنية فما القصة؟

مع تطور النادي وزيادة قاعدة جماهيره، بدأ مانشستر سيتي يحقق نجاحات كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز والبطولات الأوروبية في عام 2011، استثمرت سيتي جروب في النادي، وهذه الخطوة ساهمت في تحول كبير لمانشستر سيتي وجعله من أبرز الأندية في أوروبا.

مانشستر سيتي حقق العديد من البطولات والإنجازات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية وفاز مؤخرًا بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، كما أصبح لديه قاعدة جماهيرية كبيرة حول العالم.

الاستثمار الرياضي في مانشستر سيتي كان نقطة تحول هامة في تاريخ النادي، حيث ساهم هذا الاستثمار في تحقيق نجاحات كبيرة وفوز بالعديد من البطولات المهمة كما أسهم هذا الاستثمار في تطوير بنية النادي وتحسين أوضاعه المالية بشكل عام.

إلى جانب الإنجازات الرياضية، يلعب مانشستر سيتي دورًا هامًا في تطوير المجتمع المحلي في مدينة مانشستر حيث يُعد النادي شركة رائدة لها تأثير إيجابي علي المجتمع من الناحية الاقتصادية بالاستثمار في مجالات تعزز من ترابط جماهير المدينة بالنادي سواء في العقارات أو الخدمات او التجارة وصنع هوية بصرية تمثل علامة تجارية رائدة تحقق ملايين الدولارات وربما المليارات بخلاف برامج المسؤولية الاجتماعية حيث يقوم بالعديد من المبادرات الخيرية والأنشطة التطوعية التي تسهم في دعم وتطوير المجتمع المحلي.

بهذه الطريقة تمثل رحلة صعود نادي مانشستر سيتي إلى القمة قصة نجاح ملهمة وتحمل عدة دروس قيمة، منها:
1. الرؤية والتخطيط: الاستثمار في مانشستر سيتي كان جزءًا من رؤية استراتيجية طويلة المدى لتحويل النادي إلى قوة كبيرة في كرة القدم، الرؤية الواضحة والتخطيط الجيد كانا عاملين رئيسيين في نجاح النادي.

2. الاستثمار الذكي: دخول شركة سيتي جروب وهي شركة استثمار عقاري بالأساس في مانشستر سيتي استثمارًا ذكيًا واستراتيجيًا، حيث تم توجيه الأموال بشكل صحيح لتعزيز الفريق وتطوير بنية النادي بشكل عام.

3. بناء فريق قوي: من خلال استثماراتها، نجحت إدارة مانشستر سيتي في بناء فريق قوي يضم لاعبين موهوبين ومدربين محترفين، مما ساهم في تحقيق النجاحات والفوز بالعديد من البطولات.

4. التخطيط و متابعة تحقيق الأهداف : لا شك أن وضع خطط بإطار زمني بأهداف محددة من قبل جميع أفراد النادي، بدءًا من الإدارة وصولًا إلى اللاعبين والجهاز الفني، كان له دورًا كبيرًا في صعود مانشستر سيتي.

آخر الأخبار