مؤمن ماجد يكتب: التزام الحكمة بعد رأس الحكمة

 تستحق صفقة رأس الحكمة كل الاحتفاء والاحتفال.. و تستحق الحكومة كل الشكر والتقدير على الصفقة ..و لكننا نستحق أيضًا أن نعرف كل التفاصيل و ما هي خطة الحكومة لإنفاق عائد الصفقة، و الأهم أن نفكر قبل أن ينفض المولد هل انتهت مشاكل مصر بالصفقة أم أننا أمام حل مؤقت يحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات وأن ننظر بحكمة إلى ما بعد رأس الحكمة. 

كانت مصر قبل الصفقة تقف على أطراف أصابعها .. الغلاء توحش .. الأسعار أصابها الجنون .. معدل التضخم وصل إلى أرقام قياسية.. الحكومة شبه عاجزة عن حل أي أزمة. 

بصراحة شديدة كانت هناك أخطاء حكومية فادحة لكنها تزامنت مع ظروف خارجة عن إرادتها.. تباطؤ في الاقتصاد العالمي.. حرب روسية أوكرانية عطلت سلاسل الإمداد العالمية.. توترات جيوسياسية في الشرق الأوسط.. حرب طاحنة في غزة .. مشاكل في البحر الأحمر قلصت عائد قناة السويس إلى النصف.. تراجع تحويلات المصريين بالخارج بمقدار الثلث .. دولار يتحدى كل القوانين و يصل إلي ضعف السعر الرسمي. 

و جاءت صفقة رأس الحكمة بمثابة قبلة الحياة و عادت الدماء إلى شرايين الاقتصاد المصري و استعدنا قدرًا كبيرًا من ثقة العالم و بدأت دول عربية أخرى تفكر في صفقات مماثلة لرأس الحكمة.

الدفعات المقدمة من رأس الحكمة ستساهم في تلبية الاحتياجات العاجلة من السلع الأساسية و ستؤدي حتمًا إلى انخفاض دولار السوق السوداء و تراجع الذهب و عودة الأسعار في كل القطاعات إلي شبه المعدلات الطبيعية. 

لكن بعد أشهر قليلة سنعود إلى نفس الدائرة إذا لم تبدأ الحكومة فورًا في إعادة ترتيب الأولويات و منح القطاع الخاص دورًا أكبر و تقليل تدخل الدولة السافر في الاقتصاد و البحث عن حلول بعيدة عن بيع الأصول و الالتزام فعليا بإجراءات التقشف الحكومي و العمل على زيادة الإنتاج و الأهم الاستماع إلى أهل الخبرة وليس أهل الثقة وتلك هي مشكلتنا الكبرى.

 

آخر الأخبار