الدكتور شريف عبدالمنعم يكتب: الكرة.. والاقتصاد.. والسياسة !!

كرة القدم .. تلك الساحرة الأكثر شعبية و تأثيرًا على وجه الكرة الأرضية ! رياضة لها مذاق مختلف و لا تعترف بالفوارق التاريخية او الجغرافية .. تعترف فقط بالعرق والمجهود و الاستبسال داخل المستطيل الأخضر طوال زمن المباراة.

في الأونة الأخيرة و خاصة في العشر سنين الأواخر و مع تقدم علوم الادارة أصبح للمدير الفني بصمة على فوز فرق كرة القدم بالبطولات أكثر من اللاعبين أنفسهم و ذلك مع تعدد خطط و أساليب اللعب و اختراع أنظمة لقياس الفكر الفردي و الجماعي للاعبين بجانب التحفيز النفسي و اللياقة البدنية و الذهنية.

أصبح الأمر كله له علاقة مباشرة بالعلوم .. سواء كانت نفسية او طبية أو إدارية ولذلك نجد البعض يقول إن كرة القدم أصبحت صناعة و في طيات المعنى نجد إنه يقصد إنها تجارة تخضع لقوانين الربح و الخسارة.

ولنا هنا ملاحظة هامة ! حيث أن أساليب التجارة كثر و متعددة و كذلك أهدافها حيث تختلف الأهداف من منشأة إلى اخرى و كذلك تعامل الدول الان مع كرة القدم.

هناك بعض الدول التي تتعامل مع كرة القدم على إنها قوة ناعمة تستطيع من خلالها إختراق الشعوب, و توصيل رسائل منها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي خلال تسعين دقيقة فقط و هي زمن المباراة.

وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية الشقيقة حيث بدأت منذ ثلاثة أعوام تقريبًا العمل على تغيير نمط و شكل الصورة الذهنية عن المملكة من خلال خطة محكمة تتماشى و رؤية المملكة 2030.

بدأت المملكة العربية السعودية في استقدام كبار لاعبي كرة القدم من أوروبا و كان على رأسهم الظاهرة الكروية البرتغالية كريستيانو رونالدو صاحب ال 38 عامًا. و لم يقف الآمر عند هذا الحد بل استمرت في استقدام اللاعبين و إستضافة البطولات الدولية والقارية الهامة و على رأسها كأس العالم للأندية في ديسمبر 2023 هذا بخلاف استحداث بطولة كأس العرب للاندية في أغسطس الماضي و قد رصدت لها ملايين الريالات كجوائز الآمر الذي سال له لعاب كبار الأندية العربية التي شاركت في الحدث على الرغم من أن وقت إنطلاق البطولة كان يتزامن مع نهاية الموسم الكروي !!.

أصبح الآمر هاما للمملكة و مسئوليها من أجل تغيير الصورة الذهنية و هذا سياسيًا و لكن اقتصاديًا نجحوا في استقطاب رؤوس الأموال من الدول المجاورة العربية منها و الإفريقية بجانب الأموال الصينية و الروسية لينتعش السوق السعودي و يصبح هدفا و قبلة لكل الشركات الأجنبية في افتتاح فروع و مكاتب تمثيل لها في قلب الرياض !.

و لم يكتفوا بذلك بل قاموا بعمل شيء هام و هو الاستثمار في البنية التحتية الرياضية من إنشاء ملاعب و استادات رياضية عملاقة بمرافق هي الاحدث عالميًا بجانب الاستثمار في العنصر البشري من خلال التدريب على إقامة و إدارة الاحداث الرياضية الهامة و كل ملحقاتها من التنظيم و التخطيط و التصوير و النقل الحي المباشر.

بدأ النظام السعودي الحالي الناجح من وجهة نظري الآمر بشراء لاعب كرة عظيم ! و امتد الآمر به إلى تحقيق مكاسب سياسية و اقتصادية واجتماعية هامة و القادم افضل و اعظم و أكثر تأثيرًا, لان لعبة كرة القدم لم تدم هذه اللعبة التى يركل فيها 22 لاعبا الكرة و يداعبوها لمدة تسعين دقيقة بل امتد تأثيرها إلى الحكام و الشعوب وبناء اقتصاديات الدول وتغيير وجه سياستها مما يجعل لها قبولًا دوليًا من عدمه !.

آخر الأخبار